بدء سريان أول هدنة في قطاع غزة بعد 49 يوماً من الحرب
بدء اليوم الجمعة 24 نوفمبر سريان الهدنة في قطاع غزة منذ 49 يوماً من الحرب بين حركة المقاومة الفلسطينية "حركة حماس"، وقوات الإحتلال الإسرائيلي ومن المُقرر ان تكون الهدنة لمدة أربعة أيام، والهدنة سوف تمكن إسرائيل من تهدئة أسر الرهائن فيما ستستغلها حماس لإعادة تمركز مقاتليها، دون أن ينفي كل ذلك احتمال حدوث خروقات، وسوف يتم الإفراج عن دفعة أولى من (13) رهينة مدنية بعد الظهر.
مكاسب إسرائيل من الهدنة
أوضح الخبراء أن أكبر مكسب لإسرائيل من الهدنة يكمن في تهدئة روع "أسر الرهائن" المُحتجزين لدي حماس وتخفيف الضغوط على حكومة "بنيامين نتنياهو" في وقت بات فيه الغضب سيد الموقف، من بعد أسابيع طويلة دون تحقيق الحكومة الإسرائيلية تقدم في ملف المختطفين، وتُعد الهدنة نقطة حاسمة لجعل كل طرف من الطرفين يعيد تقييم حساباته وأخذ الدروس المستفادة.
أما بالنسبة لإسرائيل، فإنها من بعد شهر ونصف من القتال سوف تكون أيضاً بحاجة لإلتقاط أنفاسها وإعادة ترتيب أولوياتها، ودخلت الهدنة قيد التنفيذ في "قطاع غزة" منذ صباح الجمعة الموافق 24 نوفمبر، ومن المقرر انها سوف تستمر 4 أيام قابلة للتجديد، ويتم خلال تلك الهدنة تبادل (50) رهينة من رهائن إسرائيل المُحتجزين في غزة بـ (150) معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
وكان من المُقرر أن تدخل الهدنة في حيز التنفيذ يوم الخميس 23 نوفمبر، لكن تم تأجيلها إلى الجمعة اليوم الـ 49 من الحرب، وينتظر الإفراج عن الدفعة الأولى من الرهائن الإسرائيلية، والتي تضم 13 امرأة وطفلاً، مقابل 39 فلسطينيا بالسجون الإسرائيلية، وتحمل هذه الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة البالغ عددهم نحو (2.4) مليون، بعد حملات القصف الإسرائيلية العنيفة منذ أسابيع.
إستفادة حماس من الهدنة
أوضح الخبراء السياسيون ان ما ستفعله "حركة حماس" خلال فترة الهدنة هو تحريك قواتها وإعادة ترتيب الصفوف، وستحاول حماس تفادي اكتشافهم من قبل القوات الإسرائيلية، وهذا يشير إلى وقف تحليق طائرات الدرون، وسوف تستغل حماس هذا الأمر بسبب أن جزءاً من قدرة المراقبة للإسرائيليين ستكون مفقودة، وقد أوضح "سيدريك لايتون" العقيد المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي.
أوضح "لايتون" إن الحركة الفلسطينية ستتحرك أثناء التوقف القصير للأعمال العدائية، وتابع لايتون بالقول ان حماس سوف تستغل الهدنة، كما أنها ستنشر قواتها بطريقة من المحتمل أن تسمح لهم بصنع كمائن للقوات الإسرائيلية، وبحسب العقيد المتقاعد فإن مقاتلي حماس يواجهون الكثير من التحديات لأن إسرائيل ترسل الكثير من الغارات الجوية وضربات القذائف بإتجاههم.
وأوضح المحلل العسكري المتقاعد إن ما سنراه هو توحيد القوات على كلا الجانبين مع تركز أكثرية القوات الإسرائيلية في الوقت الحالي في شمال غزة، ومن المرجح أن تتحرك بعد ذلك إلى المنطقة الوسط للدفع مرة أخرى إلى قطاع غزة، وانتهى "لايتون" بالقول انه على الجانب الآخر، سوف تحاول حماس إبقاء أكبر قدر ممكن من مدينة غزة وستحاول بالتأكيد إبقاء أنفاقها نشطة أيضًا.