بعد أشهر من الأزمة فرنسا تقوم بسحب قواتها وإغلاق سفارتها في النيجر

بعد أشهر من التوتر والأزمة بين دولتي فرنسا والنيجر، وبالأخص بين المجلس العسكري الحاكم وفرنسا، قامت باريس بالإعلان عن إغلاق سفارتها في البلد الأفريقي، وأوضحت بعض المصادر الدبلوماسية انه في يوم الخميس الموافق 21 ديسمبر، إن باريس اتخذت قرار إغلاق سفارتها في النيجر بعدما باتت غير قادرة على العمل بشكل طبيعي أو تأدية مهامها، عقب الانقلاب العسكري أواخر شهر يوليو الماضي، وأوضحت المصادر أنه مع أخذ الوضع الراهن في الاعتبار، قررت فرنسا إغلاق السفارة في الفترة المقبلة، مُشيرة الى أن البعثة الفرنسية شرعت في إجراءات "صرف وتعويض" الموظفين المحليين.

إقرأ أيضاً: هواوي الصينية تتواصل مع شركتي "أودي ومرسيدس" لشراء حصص صغيرة من شركتها

طرد السفير الفرنسي من النيجر

في شهر أغسطس المُنقضي قرر المجلس العسكري في النيجر طرد السفير الفرنسي من البلاد، رداً على التصرفات والتدخلات الفرنسية التي أوضح المجلس العسكري انها تتعارض مع المصلحة العامة في النيجر، وتم منح السفير الفرنسي لـمهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد، وقبل أيام قام المجلس العسكري في الدولة الإفريقية بالإعلان أن القوات الفرنسية سوف تكمل انسحابها من البلاد بحلول يوم 22 ديسمبر الجاري.

أوضح المجلس العسكري في النيجر إلي ان عملية فك الارتباط التي بدأت في شهر أكتوبر الماضي تسير بطريقة منسقة وآمنة، وبحسب المصادر فإن عدد الجنود الفرنسيون المغادرون لأراضي النيجر حتى الآن وصل إلي 1346 جندي مع 80% من معداتهم اللوجستية، وأوضحت المصادر إلى أنه لم يتبق في النيجر سوى 157 جنديا، معظمهم من الفرق المسؤولة عن اللوجستيات، وسيكتمل انسحابهم، خلال الأيام المقبلة.

فرنسا تحارب الإرهاب في الدول الإفريقية

بمجرد مغادرة آخر الجنود المسؤلين عن اللوجستيات سوف تكون بذلك غادرت فرنسا بأكملها للبلاد، وفق للجدول الزمني الذي وضعته (باريس، ونيامي)، وبالرغم من ذلك إلا أن "علي مهامان لامين زين" رئيس وزراء النيجر الذي عينه النظام العسكري في البلاد أوضح في بيان له إن النيجر لم تطلب من فرنسا سحب قواتها من البلاد، وأوضح المسؤول النيجري في بيانة ربما يجب طرح هذا السؤال على الفرنسيين.

ولكننا لم نطلب من الفرنسيين سحب قواتهم والمغادرة، وأكمل رئيس وزراء الدولة الإفريقية بأن فرنسا اتخذت القرار حول إنهاء التعاون العسكري في لحظة عندما كنا في حاجة إليهم هنا حقاً لمكافحة الإرهاب، وأوضح "ماكرون" الرئيس الفرنسي في سبتمبر الماضي، إن العسكريين الفرنسيين سيغادرون دولة النيجر بحلول نهاية هذا العام (2023)، والشهر الماضي أكدت فرنسا دعمها لجماعة دول غرب إفريقيا (إيكواس).

وقامت فرنسا في الفترة الأخيرة بإنهاء مهمات بعثتَيها لمكافحة الإرهاب في (مالي، وبوركينا فاسو) وبدأت مؤخراً في سحب قواتها من دولة النيجر، وتتولى المجالس العسكرية للسلطة في الدول الثلاث بعد عدة انقلابات، ويتعثر الانتقال إلى الديمقراطية في مالي وبوركينا فاسو في الوقت الراهن، فيما رفضت النيجر مطالب "إيكواس" بالعودة للنظام الدستوري على الفور وتصرّ على فترة انتقالية تصل إلى ثلاث سنوات.