سبب تأييد جيل الألفية الجديد من الشباب الأمريكيين للقضية الفلسطينية

هذة الحرب ليست كـ مثيلاتها من قبل لإن "القضية الفلسطينية" هذة المرة مدعومة بتأييد جزء كبير من فئة الشباب في الولايات المتحدة، فبعد ساعات قليلة على الهجوم المباغت وغير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في (7) أكتوبر، حيث شهدت "جامعة هارفارد" أرقى الجامعات الأميركية، حدث تغيير غير متوقع، إذ صدر من الجامعة بيان يُحمّل إسرائيل المسؤولية، وأوضحت الرسالة إن إسرائيل تتحمل بشكل كامل مسؤولية كل أعمال العنف التي تندلع، وكانت لجنة التضامن مع فلسطين هي التي أعدت البيان، الذي وقع عليه في نهاية المطاف أكثر من (30) منظمة طلابية في الجامعة.

إقرأ أيضاً: هل ستنجح الضغوط الدولية علي "بنيامين نتنياهو" بوقف إطلاق النار في غزة

إنسحاب الطلاب من محاضرة هيلاري كلينتون

انسحب عشرات من طلاب "جامعة كولومبيا" أثناء محاضرة كانت تُلقيها وزيرة الخارجية السابقة "هيلاري كلينتون"، ضمن مقرر في الشؤون الخارجية أول شهر نوفمبر الجاري، إحتجاجاً على دور الجامعة في اضطهاد الطلاب المؤيدين للقضية الفلسطينية، في واقعة غير مسبوقة، حيث قامت شاحنات متوقفة بالقرب من الحرم الجامعي بعرض صور الطلاب المناصرين لفلسطين.

وتم عرض صور الطلاب عبر شاشات مصحوبة بعبارة "المعادون الأبرز للسامية في كولومبيا"، ولم يكن موقف طُلاب كولومبيا هو الأوحد من نوعه، فقبل ذلك كان هناك البيان الصادر عن ائتلاف يضم (34) منظمة طلابية، بعد بدء عملية "طوفان الأقصى"، والذين يدين النظام العنصري الذي يمارسه الاحتلال، موضحاً أن مسؤولية الحرب والخسائر يقع بلا شك على عاتق الاحتلال.

تطور دعم الشباب الأمريكيين لفلسطين

تغير الدعم الشعبي لإسرائيل في "الولايات المتحدة" خاصة بين فئة الشباب مؤخراً، فبات الشباب يدعمون الشعب الفلسطيني بشكل متزايد، وقبل أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كتبت المجلة الأمريكية "فورين بوليسي" تقرير يشير أن الدعم الشعبي لإسرائيل في الولايات المتحدة يتراجع بشكل كبير، وفي المقابل فإن التعاطف مع الفلسطينيين آخذ في الارتفاع.

وقامت مجلة "نيوزيوك" بنشر تقرير اعتبرت فية أن دعم فلسطين بين الأميركيين ارتفع إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة، مع اعتبار الكثير منهم ان الاحتلال "تطهير عرقي"، ومع اندلاع الحرب امتلأت منصات التواصل في الولايات المتحدة بمقاطع فيديو تظاهرات داعمة لفلسطين في حرم الجامعات ومراكز المدن، حيث تظهر رموز مثل الكوفية وعلم دولة فلسطين.

مع ترديد الكثيرون لشعار "فلسطين حرة" في مظاهرات داعمة وفي الأماكن العامة، وفي الرابع من نوفمبر الجاري تظاهر نحو الـ (300) ألف شخص في العاصمة الأميركية "واشنطن" وهي المظاهرة الأكبر الداعمة لفلسطين في تاريخ الولايات المتحدة، ويظهر استطلاع الرأي الذي أجرته "رويترز" بالتعاون مع "إبسوس"، في أواخر أكتوبر الماضي أي بعد أسابيع من اندلاع الحرب.

يوضح استطلاع الرأي ان (34 %) من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين (18-39) عاما، يعتقدون أن حركة حماس هي سبب الحرب، بينما يعتقد نسبة (66%) تدعم القضية الفلسطينية، بينما تصل النسبة الداعمة للإحتلال الإسرائيلي إلى (58 %) لدى الأشخاص الأمريكان الذين تزيد أعمارهم على (40) عام، ومن الجدير بالذكر ان الشعبية الكبيرة التي حظيت بها إسرائيل تاريخياً.

حيث ان امريكا تُعد من أكثر الشعوب الداعمة للكيان الإسرائيلي، ولكن من الواضح ان للشباب رأي آخر، والرأي العام في امريكا بدأ يتغير مؤخراً، ويريد الشباب أن يشعروا وكأنهم يفعلون شيئا مفيدا للإنسانية، مثل قضايا العدالة الاجتماعية، وهناك العديد من الشباب اليهود الأميركيين أصبحوا أكثر استعدادا للتشكيك في السياسات الإسرائيلية وانتقادها مما كانوا عليه في الماضي.